في الخصائص لابن جني (نشرة الوراق: ص 319)
الزيادى عن الأصمعى قال: حضر الفرزدق مجلس ابن أبي إسحق، فقال له: كيف تنشد هذا البيت:

فقال الفرزدق: كذا أنشد. فقال ابن أبي إسحق: ما كان عليك لو قلت: فعولين !

فقال الفرزدق: لو شئت أن تسبح لسبحت. ونهض فلم يعرف أحد في المجلس ما أراد بقوله: لو شئت أن تسبح لسبحت،

و هو یعني :  لو نصبت (فعولان ) بکانتا ؛ لأخبر أن الله خلقهما وأمرهما أن تفعلا ذلك، وإنما أراد: أنهما تفعلان بالألباب ما تفعل الخمر قال أبو الفتح: (كان) هنا تامة غير محتاجة إلى الخبر، فكأنه قال: وعينان قال الله: احدثا فحدثتا، أو اخرجا إلى الوجود فخرجتا.

أشهر مسألة في النحو هي المسألة الزنبوريّة بين سيبويه والكسائيّ رحمهما الله ، وهي ( كنت أظنّ أنّ لسعة العقرب أشدّ من لسعة الزنبور فإذا هو هي أو فإذا هو إياها ) .

سيبويه قال : الصحيح ( فإذا هو هي ) .

الكسائيّ قال : ( فإذا هو إياها ) .

حكم الأعرابُ للكسائيّ على الرغم من صحة كلام سيبويه و قد جاء في القرآن الكريم ( فإذا هي حيّة تسعى ) برفع كلمة حيّة .

و روي أنّ سيبويه مات كمدا بسبب هذه المسألة .

الفرق بين كلمتيْ (الريح) و (الرياح) في القرآن الكريم:

كلمة (الريح) في القرآن الكريم تستعمل للشّر، كما في قوله تعالى:

(فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ لِّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا)،
وقوله تعالى: (إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ)
إلى آخر الآيات الواردة في ذلك...
أما كلمة (الرياح) فهي تستعمل في القرآن الكريم للخير، كما في قوله تعالى:

(وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَاباً ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ
مَّيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْموْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ).
إلى آخر الآيات الواردة في ذلك.

منقول